السبت، 4 ديسمبر 2010

حنين

حين دخلت الي المنزل لفها صخب الاحتفال برغم الاضواء الشاحبة. الجميع يحتفل بالمولوده الجديدة.
مريم.. كم احبت هذا الاسم و فكرت كثيرا انها ستسمي ابنتها به يوما ما, كانت سعيدة لسعادة ابنة خالها ولكنها كانت تائهة قليلا وسط حشد من المدعوين الذين لا تعرفهم والخالات التعيسات اللاتي يرسمن علي وجوههن ابتسامات ملائمة للاحتفال. وسط ضجيج الاغاني سمعت من يناديها التفتت انه هوعمو محسن, لم يتغير منذ كانت طفلة في السادسة وهو في العشرينيات يحملها علي كتفيه ويلاعبها حتي الان حين اصبحت شابة في الثلاثينيات . صافحها بحرارته المعتادة واحتضنها بنظرة حانية من عينيه وربت علي كتفها ثم جلس بجوارها يسأل عن اخبارها. لحظات قليلة ثم استأذن لانه لابد ان يسافر عائدا الي الزقازيق وعليه ان يسرع فقد بدأت الشبورة . تمنت له سلامة الوصول رغم عدم رغبتها في رحيله لانها ستعود وحيده ثانية وستشحب الاضواء التي كانت تلمع منذ قليل وستبتعد ضحكات الطفوله وايامها الجميلة ولن يبقي الا تعاسات نرسم ابتسامات لنداريها.

السبت، 6 نوفمبر 2010

يشبهوني

سقطت فجأة تحت وطاة مرض شديد لانني اقاومهم منذ زمن. انهم يشبهونني وياخذونني الي هناااااااااااااااااااااك

1

اسامه : الطفل الذكي الذي يحمل جسد طفل وافكار واسلوب كهل مفكر ووالده الذي يبدو طوال الوقت مدافعا عنه وحاميا له ولكنه اب قاسي لا يفهم ولا يريد ان يفهم لا ينصت الي صوت غير صوته يشوه طفله بحديثه الغير لائق عن مدرسيه امامه يطلب من الطفل ان يكون رجلا قبل الاوان يضعه داخل دائرة حمايه من حديد ونار لا يسمعه كلمه تشجيع ولا يثق في قدراته لانه هو يشعر بالذنب والعجز ويلقي باللوم بشكل او اخر علي طفله ربما دون ان يدري .

كنت يوما كهذا الطفل داخل دائرة حماية قوية لا مهرب منها يقال لي دائما لا لن تستطيعي عمل كذا وكذا لانك لا ترين لا تفعلي كذا فانت لا تحسني التصرف ولن تستطيعي يوما فخرجت الي الدنيا طفلة خائفة ثم شابة لا تستطيع التصرف وحدها دون مساعدة ولم استطيع الخروج من هذه الدائرة الا بعد زمن طويل حين تعلمت فيه ان الرؤية هي بالدرجة الاولي اطمئنان بالقلب قبل ان تكون رؤية بالعين عندها فقط ادركت انني اري في الظلام الدامس ما لا يراه اخرون في ضوء الشمس . ولكن ما زلت ابالم لرؤية اطفال يشبهونني لاننيربما اعلم ما ينتظرهم من الم طويل واعلم عذاب والم الرؤيةوربما لاني لم اتخلص من مشاكلي بشكل نهائي ولكن كما قالت لي احدي مدرساتي اننا لا نستطيع التحكم في كل شيء.

2

رانيا: الطفلة الصغيرة الخجولة الرقيقة والتي تشبهني حتي في الشكل تتعلق بابيها تعلقا شديدا و رغم ملابسها اللائقة وشعرها المصفف ولكنها تفتقد لمسة ام في مظهرها تفتقد ام تصفف شغرها بشرائط حريرية بيضاء تفتقد لمسة امرأة تهندم فستانها وتضع لها برفان برائحة الورد فتخرج من المنزل كعروس جميلة كطفلة محبوبة.
انا ايضا كنت اتعلق بوالدي تعلقا شديدا وربما تعلقه الزائد بي كان يثير غيرة امي التي لم تكن محبوبة يوما بشكل كافي وكانت تامل ان تعوض هذا حين تتزوج ولكنها حين لم تجده فان غيرتها دفعتها ربما للانتقام من ثده الفتاة الصغيرة التي يحبها زوجه برغم كونها طفلتها ولكنها لم تعلمها يوما كيف تكون بنتا مما حبسها زمنا داخل فكرة انها ليست جميلة او لائقة لاي شخص والذي يجعلها حتي الان ما زالت لا تصدق بشكل كامل انها فتاة جميلة بافعل.
برغم كوننا لا نستطيع التحكم في كل شيء ولا نستطيع ان نوجة حياة طفل ما بالكامل ولكنني احاول مساعدة هؤلا الاطفال في زمن مبكر لانني لم اجد المساعدة الا بعد زمن طويل اخر اشياء كثيرة في حياتي ولكن مواجهتي لهذه الالام مرة اخري وخروجها من جسدي هو ما يجعلني مريضة ولكن بعد ان رأيت وتعلمت سوف استطيع مواجهة مشاكلهم \مشاكلي بشكل افضل وسوف اتغلب علي مرضي

الأحد، 13 يونيو 2010

خارج السرب



الطيران خارج السرب يحتاج لقوة شديدة لا تحتملها اجنحتي في بعض الأوقات، فأهوي الي البئر حيث تسكن جنيات الأحزان تلتففن حولي وينثرن فوقي شياك آلامهم فلا استطيع من الشرك خلاصا.

أهبط الي البئر المسحور، انزل درج طويل وكلما هبطت ازداد الدرج اتساعا حتي اصل لأرض قاحلة صفراء لا نهاية لها.

ابحث عن ضوء فلا اجد الظلام حالك، اخطو حطوة فتلفني ريح باردة واصوات انين، احاول العودة ولكن الدرج قد اختفي.

وفجأة تظهر العجوز حافية القدمين مشعثة الشعر، بصوت عميق قوي قالت: تعال يا صغيري قص علي ما يحزنك فالبئر لا تمتلئ الا بالحكايا. اجلس بجوارها وأقص....................

انا الطائر الصغير صاحب الريش الملون الوحيد الذي يستطيع الطيران وحيدا خارج السرب.

(وكم هذا مؤلم).

- انه طائر قوي يستطيع ان يحيا وحيدا ويعلو في الفضاء.

-انظروا لي ألوان ريش جناحيه.

-انه يذهب الي الشمس.

انهم لا يعرفون ان الوان ريشي تأتي من احتراقه بأشعة الشمس ، وكلما زاد الاحتراق زاد بهاء الالوان.

(ولكني لا استطيع الابتعاد عن الشمس).

وعندما اكتمل الاحتراق واكتمل بهاء الألوان، لم يحتملوا بهاء الاحتراق فنزعوا ريشي وسقطت الي هنا.

الثلاثاء، 8 يونيو 2010

قمر الحكايا

حين يرخي الليل جدائله المزينة بالفضة وتسكن كل الاشياء، اري الجنية العجوز فوق ارجوحتها الهلالية تتراقص بين النجمات. أمد يدي اليها فتنزلق الي نافذتي، تخلع قبعتها وتتحرر من نعليها فتتناثر الحكايا حول نافذتي.
اطلب ان تقص لي احداها فتقول: أنا اجمع الحكايات واخفيها فقصي لي ولا تخافي.
اغمض عيني وافكر كثيرا تري ماذا احكي لها؟
عرفت سأحكي عن الولد الصغير.
الولد الصغير الذي ركب حصانه يوما وذهب الي البلاد البعيدة وعاد فارغ القلب.
بعد عودته قابل الفتاة الصغيرة التي تحمل قلبا ذهبيا وعيونا مضيئة.
أحبها الولد؟ لا انه لا يعرف الحب فقلبه فارغ. ولكن ضوءا سقط من عينيها وقطعة ذهبية من قلبها جعلت قلبه يزهر فأحبها. ولكن البلاد البعيدة ما زالت تناديه وقلبه الذهبي ما زال صغيرا.
نزع الولد البراعم الصغيرة من قلبه وركب حصانه ومضي.
وتركني احكي حكايتي كل ليلة فقط انا والقمر القضي.

الأربعاء، 19 مايو 2010

فقط 39

قبل عيد ميلادها بعده ايام كانت تفكر
- سوف اكمل39 عاما ليس لدي اسره او اطفال.
كانت هذه هي الافكار التي تأخذها دائما الي ارض الاكتئاب.
- انا لم افعل......... ليس لدي........
في اليوم السابق لعيد ميلادها ذهبت كعادتها لتقص شعرها وتصففه
- ربما رآني احدهم وانا في طريق عودتي او في المترو فقال انني جميله, ربما اعجب بي او تكلم معي, ربما تتغير حياتي.
في يوم ميلادها وعلي غير عادتها قررت ان تحتفل به في العمل. احاطها الجميع بدفء وحب لم تحسه أوتراه في عيون الاخرين منذ زمن. بالمنزل اهدتها اختها ورودا حمراء, منذ وقت طويل لم يهدها احد ورودا. اصدقائها وصديقاتها علي facebook صنعوا لها احتفالا هائلا اهدوها ورودا وجلوي والكثير من الكلمات الرقيقه واغنيات رائعة ولكن كان احدهم مختلفا عن الاخرين فلم يكتف بما اهداه من كلمات ولكنه قرر ان يحادثها
- تري هل قصدني؟ هل كل هذه الرقه لي؟ هل.............؟ لا انه فقط صديق.
ولانها لم تفكر كثيرا ولم تضع سيناريو مسبق لحديثهما كما هي عادتها فقد استطاعت ولأول مره ان تحادثه ببساطة اكثر وحريه لم تعهدها في نفسها.
- هل هذا لانه خلف الشاشة لا اراه؟
ان عادتها حين يحادثها احدهم برقه موجهه اليها ان تبتعد هاربه الي خجلها وصمتها.
- هل تغيرت منذ العام الماضي؟ هل هناك جديد يلوح في الافق؟

الجمعة، 26 مارس 2010

الطريق

من فتره وانا اقرا Brida لباولو كويلهو بس الجزء ده بالذات مهم قوي وخلاني افكر كتير وبيتهيألي انه يمكن يكون مفيد او ملهم لحد فيكم وانا ح اعلق عليه تاني في الاخر


1
Sometimes when we set off down a path simply because we don't believe in it. It's easy enough. All we have to do then is to prove that it isn't the right path for us. However, when things start to happen, and the path does reveal itself to us, we become afraid of carrying on
اننا عندما ننطلق ببساطة علي طريق ما فاننا لا نصدق انه يحدث بهذه البساطة فيكون كل ما علينا هو اثبات ان هذا ليس طريقنا الصحيح حتي عندما تبدأ الاشياء في الحدوث ويبدأ الطريق في كشف اسراره لنا فاننا نصبح خائفين من التقدم.
ده بيحصل كتير قوي يا تري كل واحد فيكم قال لنفسه الكلام ده كام مره وكأن كل الاشياء لابد ان تحدث بمعاناه شديده والم لا نهائي.
2
Wica said that she didn't understand why so many people chose to spend their whole life destroying paths they didn't even want to follow, instead of following the one path that would lead them somewhere
ان ويكا تتعجب من ان نقضي اعمارنا كلها في تدمير طرق لم نرد ان نتبعها بدلا من اتباع الطريق الوحيد الذي سيصل بنا الي مكان ما.
الكلام اللي بتقوله ويكا ده وجع قلب اللي خلفوني (علي راي واحده صاحبتي) لانه اد ايه احنا ضيعنا عمرنا فعلا في الجري ورا اوهام كتير متخصناش لحد ما نوصل او حتي نبتدي نلمح الطريق ده وفيه ناس عمرها ما بتشوفه لانها مشغوله دايما بسراب مالي الدنيا قدامها ومانع عنها اي بصيص للنور انا قعدت كده كتير بس دلوقت اقدر اقول اني يمكن اكون حطيت رجلي علي اول الطريق اللي يخصني.
3
When we set out on the path, we always have a fairly clear idea about what we hope to find. Women are generally seeking their soulmate, men are looking for power. Neither party is really interested in learning. They simply want to reach the thing they have set as their goal
اننا نبدا الطريق دائما بافكار واضحة عما نامل ان نجده فالنساء يبحثون عن رفيق الروح بينما يبحث الرجال عن القوة ولا احد يهتم جديا ان يتعلم فالجميع ببساطة يرغب فقط ان يصل الي الهدف الذي يتمني تحقيقه
اننا نضع اعييننا فقط علي نهاية الطريق فلا نري او نتعلم شي عن الجمال الموجود علي جانبي الطريق والذي لا نهتم به فعيوننا هناك شاخصة الي بعيد
اتمني ان اقول في النهاية انه علينا ان نفكر جيدا في الطريق الذي نسلكه هل يخصنا ام سراب يعمي عيوننا وان لا ننشغل بالاوهام وان ننظر حولنا ونستمتع بكل دقيفة ولحظة تمر بنا وان لانترك فرصة ان نتعلم الجديد في كل لحظة

الجمعة، 26 فبراير 2010

BOOKS

Ever since I was a child I loved books.They mot only opened up a new,unknown life,new countries, new peoples, they were also wise coumsellors. IThey taught me to understand myself,to open up on my own consciousness whole archipelagos (islands) of emotion and thought, and they taught me to reach anotherthat wich constituted his individuality.
It was probablythis interest which led me to begin writing myself.

A prevision of happiness
YevgenGutsalo

أعتقدان للكتب هذا التأثير علي ايضا فقد علمتني الكثير منذ طفولتي علمتني ان اقرأ نفسي في كل كتاب جديد اقراه ان اتعلمها مع كل كاتب جديد وكل فكره جديده فشكرا لكل ما قرأت ولكل من قرأت له وعلمني

السبت، 13 فبراير 2010

هناك في البلاد البعيدة يعيش الجبل الجليديالمارون به لا يرون وجهه فقط انعكاس صورهم علي وجهه البراق.

كانوا سعداء بما يرونه اما هو فسعيد بما لا يرون .
فقط الجنية الصغيرة احبت الجبل، رأت خلف المرايا وجه جميل. لمست الجنية الصغيرة الجبل الجليدي فتوهج ثم ذاب انهارا مرت بكل البلاد. غضب الجبل كثيرا فوجهه يراه الجميع الان. الماء العذب ينطلق دون ارادته في كل الأنحاء.
قفزت الجنية الصغيرة لتلعب في الماء ترشه في كل مكان فتزهر الارض تحت قدميها. الجبل احب الزهور والجنية الصغيرة ولكنه غاضب يخشي ان يضيع وجهه بين البشر،يخشي ان تسقط القشرة التي تحميه فعبس في وجهها ونفث الثلج في كل مكان فتجمدت المياه. بكت الجنية لاعتقادها ان الجبل لم يحبها.
لا يا جنيتي الصغيرة الجبل فقط لم يتعود ان يظهر ضعفه فشمسك اذابت الجليد الصلب ورأت القلب الذي يسجنه تحته. لا تحزني ولا تبكي فالزهور التي نمت عائدة لك يوما ما و ربما عادت له يوما لانه في يوم ما سيذوب رغم ارادته وسيفقد القدرة علي اعادة الثلوج. اما انت فقد اسعدت الكثيرين ببعض الماء العذب الذي تدفق حولهم يوما ما.

الأربعاء، 27 يناير 2010

انا وهو

حين نطق اسمي بخفة ونعومة توهج شيئ بقلبي واحسست بخفة في جسدي
ارتفعت ضحكاتي الصافية للسماء.
حين تلامس كتفانا ونحن نسير سويا ازداد الاشتعال.
رغم كوننا لسنا وحيدين ولكنني منذ زمن لم اكن قريبة ووحيدة مع شخص وسط الناس هكذا.
انه ليس رجلي علي الاطلاق ولكني..........
وحيدة بشدة.

الأربعاء، 20 يناير 2010

المدينة البعيدة

عندما انتقلت احدي صديقاتي الي هناك الي المدينة البعيدة علي الجانب الاخر من النهر لم ادري ماذا افعل اصبح علي ان اتقبل كثيرا من الاعذار لانه لديها الكثير مما يجب ان تقوم به اعلم هذا جيدا ولكنني ما زلت مصرة ان الانتقال الي المدينة البعيدة لا يعني ان نفقد كل من هم خارجها.
البرد الشديد يلفني وهي تحادثني عبر الهاتف احسها بعيييييييييييييييييييييييييده لم تعد هنا لم تعد من عرفتها هل علي انا فقط ان اتقبل ان حياتها تغيرت؟ وان علي ان اسامح طول الوقت واسعي انا اليها دائما؟
ماذا علينا ان نصنع لنستعيد علاقاتنا بمن ذهبوا الي هناك ام انه ليس من حقنا وعلينا فقط ان نحتمل واقعا قاسيا لاننا لا نفهم فنحن ما زلنا هنا علي هذا الجانب.

الأربعاء، 6 يناير 2010

فرد حمام






وقع في يدي بالصدفة هذا الكتاب ليوسف فاخوري بعنوان فرد حمام وبداخله مجموعة قصص تحمل احداها نفس الاسم(فرد حمام) وها هي







فرد حمام















كانت تجلس،لكن ليس كما كانت تجلس اي فتاة،كل الفتيات لهن لحظة انتظار،لكنها لم تكن كذلك،كانت حالة وجد كام،شفاه شبقة وعطش للارتواء،لا يكف عن الصخب في دمها، ساكنة، ككل البنات،لا يظهرن ما بين الجوارح انتظارا.





حتي الان حين يتذكر المشهد لا يعرف الي ما انجذب،لذات الجسد المشدود كوتد عملاق وكبرياء همس الوجود الذي لا تدركه ضجة الحياة، ام لمس منقار فرد الحمام العاشق وفي منقارها تتحرق شوقا للهسيس.


سرب الحمام راح يراوغ قرص الشمس ويكسر الظلال، حام وهام بالافق وحط في فناء الدار، و هي كانت تنتظر ضجيج انطباق الاجنحة،وانحسار الريح الخفيف امام لحظة الانطباق، وبقامتها امام ريح ليست مرئية تنتصب، وفيما بين غير المرئي وريح الاجنحة همس نظرة تتطلع، ورقاب سرب الحمام تتطلع امام النفس الانساني لوجودها،وهي المشدودة للارض تكاد تصعد بانفاسها الي افق كانوا يملكونه، وفيما بينهم كان جلما يحلق في اللامتناهي وينداح في غيمة.





كتشكيل لوحة بالية راحت الاجنحة تنضم وتهبطة و تهف قلبها بلحن حالم، وفيما بين الهابط والصاعد كان ذلك المرقط حلمها الوحيد،ولا تعرف لماذا او كيف؟! يهبط علي ركبتها تناديه بحر انفاسها، يصعد علي الورك الصلب المشدود، ينقر مفصل الركبة ويتمسح براسه في استدارتها، يعرف مواضعها جيدا ولا يكرر نفسه، ذكر ملعون يعرف كيف يعطي للانثي حق وجودها، ربما كان هذا ما اثارها فيه فلم تالف سواه وكانت تهرب من الرجال من عيون تقتحم قبل ان تلمس.كانت صورة والدها بكل قسوته وبشاربه الرهيب تتوافر في خيالها كلما طالعها رجل.





كانت النسوة يتحدثن عن وليف الحمام ويتغامزن، ولم تكن تملك من مشاعر النسوة سوي ما تسمع، السمع دغدغة فارغة، اللمس حس وجود،حين كانت طفلة كانت ترقب الديك والدجاج لكنها كانت تنأي، الديك شره، شبق، رجل اكثر من اللازم، ابوها كان ايضا رجل،وكان يخيفها، وكانت تهرب الي برج الحمام وتتطلع الي البنية فتعلمت فن العشق الذي أخافوها.



هبط السرب وشيء في الحنايا يزغره، وراح يزحف صاعدا اليهايتحسس مداراتها بخبث ذكرادرك للانثي افتقاد وجود واحتياج لميس، يعرف ما ترغب ويرغب فيما تريد، خلاء صامت لا تدركه انثي الا في لحظة الاحتياج القوي، لا يدركه رجل الا في تجليات اعلي ارتحالات الرجولة في الحنايا، والصمت انكفاء وجود اكثر روعة من حد الوجود ذانه.



كانت حوافره المسنونه في تلمسها لخلايا الركبه المكشوفة له خصيصا وعلي استحياء، تسعد بحس الحوافر الحادة، ومن وهج جسدها يسري ارتعاش في وجوده، تتسرب الدغدغات وتشتعل في الورك نارلا تنكر علي الخصر بوح طفل يناغي عالما ليس يدركه، كانت وليفته علي الورك الشلول تشب برقبتها تتربص بهما. كانت امها تنظر للورك المشلول بشفقة، وكان البعض يسخر من خطوتها،ولا ينظرون الا لردفيها في حركتها الشهية الصاعدة الهابط.



راح يصعد الجسد المشتعل بخطو وئيد،مغمغما مرتلا هامسا في حناياها هامسا في الجسد المندي بالرغبة، همس ترتيل يدعو نجوم المساء ان تنزل لترشق الجسد، كانت وليفته تنقر الورك المشلول وتخبط بجناحيها، لم يأبه لها،راحت تصعد خلفه تشده من الذيل،لكن شيئا كان يصعد به وكان ريش الذيل يخرج من منقارها ريشة وراء اخري، ولم يلتفت، صارت تضرب بجناحيها كمن تولول، لكنه لم يكن يملك لها حس وجود، والأنثي التي تصعد لم تعد تدرك للجسد حدودا.













هام الي كتفها وكانت تنتظر قبلته والحب في فمها. كانت تغلق الفم, راحت تراوغه في نشوة والرغبة تشتعل في منابت الريش وافق الوجود الذي لم يبلغه. صارت الارض تدور والانثي تدور حول نفسها، والذكر يدور حول الانثي بوحشية نسر جائع منذ ابد، لكنها لم تشعر وكان فرد الحمام الهائم بحر انفاسها ينقر الشفتين كمن ينقر باب كنز، انفرجت الشفاه عن عالم الوهج، اطل بمنقاره يلتقط الحب، اطبقت علي منقاره استسلم، راحت تمتصه كمن يرغب ان يسحب الروح، كاد يختنق، دفدف، رفرف، لكنها في الغيبوبة كانت تمتص الرمق الاخير منه، حين انفرجت الشفاه سقط الي جانبها دون حراك، وكان علي منقار الوليفة دم، وفي بطن الانثي حفرة قانية.











يوسف فاخوري



اسوان 5 -12- 1996