الأربعاء، 27 يناير 2010

انا وهو

حين نطق اسمي بخفة ونعومة توهج شيئ بقلبي واحسست بخفة في جسدي
ارتفعت ضحكاتي الصافية للسماء.
حين تلامس كتفانا ونحن نسير سويا ازداد الاشتعال.
رغم كوننا لسنا وحيدين ولكنني منذ زمن لم اكن قريبة ووحيدة مع شخص وسط الناس هكذا.
انه ليس رجلي علي الاطلاق ولكني..........
وحيدة بشدة.

الأربعاء، 20 يناير 2010

المدينة البعيدة

عندما انتقلت احدي صديقاتي الي هناك الي المدينة البعيدة علي الجانب الاخر من النهر لم ادري ماذا افعل اصبح علي ان اتقبل كثيرا من الاعذار لانه لديها الكثير مما يجب ان تقوم به اعلم هذا جيدا ولكنني ما زلت مصرة ان الانتقال الي المدينة البعيدة لا يعني ان نفقد كل من هم خارجها.
البرد الشديد يلفني وهي تحادثني عبر الهاتف احسها بعيييييييييييييييييييييييييده لم تعد هنا لم تعد من عرفتها هل علي انا فقط ان اتقبل ان حياتها تغيرت؟ وان علي ان اسامح طول الوقت واسعي انا اليها دائما؟
ماذا علينا ان نصنع لنستعيد علاقاتنا بمن ذهبوا الي هناك ام انه ليس من حقنا وعلينا فقط ان نحتمل واقعا قاسيا لاننا لا نفهم فنحن ما زلنا هنا علي هذا الجانب.

الأربعاء، 6 يناير 2010

فرد حمام






وقع في يدي بالصدفة هذا الكتاب ليوسف فاخوري بعنوان فرد حمام وبداخله مجموعة قصص تحمل احداها نفس الاسم(فرد حمام) وها هي







فرد حمام















كانت تجلس،لكن ليس كما كانت تجلس اي فتاة،كل الفتيات لهن لحظة انتظار،لكنها لم تكن كذلك،كانت حالة وجد كام،شفاه شبقة وعطش للارتواء،لا يكف عن الصخب في دمها، ساكنة، ككل البنات،لا يظهرن ما بين الجوارح انتظارا.





حتي الان حين يتذكر المشهد لا يعرف الي ما انجذب،لذات الجسد المشدود كوتد عملاق وكبرياء همس الوجود الذي لا تدركه ضجة الحياة، ام لمس منقار فرد الحمام العاشق وفي منقارها تتحرق شوقا للهسيس.


سرب الحمام راح يراوغ قرص الشمس ويكسر الظلال، حام وهام بالافق وحط في فناء الدار، و هي كانت تنتظر ضجيج انطباق الاجنحة،وانحسار الريح الخفيف امام لحظة الانطباق، وبقامتها امام ريح ليست مرئية تنتصب، وفيما بين غير المرئي وريح الاجنحة همس نظرة تتطلع، ورقاب سرب الحمام تتطلع امام النفس الانساني لوجودها،وهي المشدودة للارض تكاد تصعد بانفاسها الي افق كانوا يملكونه، وفيما بينهم كان جلما يحلق في اللامتناهي وينداح في غيمة.





كتشكيل لوحة بالية راحت الاجنحة تنضم وتهبطة و تهف قلبها بلحن حالم، وفيما بين الهابط والصاعد كان ذلك المرقط حلمها الوحيد،ولا تعرف لماذا او كيف؟! يهبط علي ركبتها تناديه بحر انفاسها، يصعد علي الورك الصلب المشدود، ينقر مفصل الركبة ويتمسح براسه في استدارتها، يعرف مواضعها جيدا ولا يكرر نفسه، ذكر ملعون يعرف كيف يعطي للانثي حق وجودها، ربما كان هذا ما اثارها فيه فلم تالف سواه وكانت تهرب من الرجال من عيون تقتحم قبل ان تلمس.كانت صورة والدها بكل قسوته وبشاربه الرهيب تتوافر في خيالها كلما طالعها رجل.





كانت النسوة يتحدثن عن وليف الحمام ويتغامزن، ولم تكن تملك من مشاعر النسوة سوي ما تسمع، السمع دغدغة فارغة، اللمس حس وجود،حين كانت طفلة كانت ترقب الديك والدجاج لكنها كانت تنأي، الديك شره، شبق، رجل اكثر من اللازم، ابوها كان ايضا رجل،وكان يخيفها، وكانت تهرب الي برج الحمام وتتطلع الي البنية فتعلمت فن العشق الذي أخافوها.



هبط السرب وشيء في الحنايا يزغره، وراح يزحف صاعدا اليهايتحسس مداراتها بخبث ذكرادرك للانثي افتقاد وجود واحتياج لميس، يعرف ما ترغب ويرغب فيما تريد، خلاء صامت لا تدركه انثي الا في لحظة الاحتياج القوي، لا يدركه رجل الا في تجليات اعلي ارتحالات الرجولة في الحنايا، والصمت انكفاء وجود اكثر روعة من حد الوجود ذانه.



كانت حوافره المسنونه في تلمسها لخلايا الركبه المكشوفة له خصيصا وعلي استحياء، تسعد بحس الحوافر الحادة، ومن وهج جسدها يسري ارتعاش في وجوده، تتسرب الدغدغات وتشتعل في الورك نارلا تنكر علي الخصر بوح طفل يناغي عالما ليس يدركه، كانت وليفته علي الورك الشلول تشب برقبتها تتربص بهما. كانت امها تنظر للورك المشلول بشفقة، وكان البعض يسخر من خطوتها،ولا ينظرون الا لردفيها في حركتها الشهية الصاعدة الهابط.



راح يصعد الجسد المشتعل بخطو وئيد،مغمغما مرتلا هامسا في حناياها هامسا في الجسد المندي بالرغبة، همس ترتيل يدعو نجوم المساء ان تنزل لترشق الجسد، كانت وليفته تنقر الورك المشلول وتخبط بجناحيها، لم يأبه لها،راحت تصعد خلفه تشده من الذيل،لكن شيئا كان يصعد به وكان ريش الذيل يخرج من منقارها ريشة وراء اخري، ولم يلتفت، صارت تضرب بجناحيها كمن تولول، لكنه لم يكن يملك لها حس وجود، والأنثي التي تصعد لم تعد تدرك للجسد حدودا.













هام الي كتفها وكانت تنتظر قبلته والحب في فمها. كانت تغلق الفم, راحت تراوغه في نشوة والرغبة تشتعل في منابت الريش وافق الوجود الذي لم يبلغه. صارت الارض تدور والانثي تدور حول نفسها، والذكر يدور حول الانثي بوحشية نسر جائع منذ ابد، لكنها لم تشعر وكان فرد الحمام الهائم بحر انفاسها ينقر الشفتين كمن ينقر باب كنز، انفرجت الشفاه عن عالم الوهج، اطل بمنقاره يلتقط الحب، اطبقت علي منقاره استسلم، راحت تمتصه كمن يرغب ان يسحب الروح، كاد يختنق، دفدف، رفرف، لكنها في الغيبوبة كانت تمتص الرمق الاخير منه، حين انفرجت الشفاه سقط الي جانبها دون حراك، وكان علي منقار الوليفة دم، وفي بطن الانثي حفرة قانية.











يوسف فاخوري



اسوان 5 -12- 1996